الأحد، 11 مايو 2008

بندكت يعمد علام


تمخَّض بنديكت فعمَّد علَّامًا


بقلم الأستاذ هشام طلبة
باحث إسلامي مصري

• في خطوة استفزازية جديدة تجاه الإسلام، أقدم بابا روما بندكت على تعميد ( تنصير ) مصري مغترب في إيطاليا بنفسه أمام أعين العالم أجمع خلال قدَّاس عيد الفصح 2008م.والحق أن وصف هذه الخطوة بالاستفزاز ليس من عندي إنما هو لمجلة "نيوزويك" الأمريكية في عددها الصادر بتاريخ 8 / 4 / 2008م " مستفزون مسيحيون واعتدال إسلامي " وكذلك الـ "واشنطن بوست" في عدد أبريل 2008م حيث ذكرت أن هذا الأمر سيجدد الأزمة بين الفاتيكان والعالم الإسلامي.
• وقد علقت صحيفة الفاتيكان "أوسيرفاتوري رومانو" على ذلك بقولها : (( عمادة علام شددت على الحرية الدينية بصورة هادئة !! وواضحة )) ثم أشاروا إلى أن بندكت كان يجهل أن هذا العمل سيغضب المسلمين ! - تمامًا كما قال وقت خطابه المسيء للإسلام قبل عامين – ثم قالوا إنه كان يجهل أن الإعلام يصوِّر الحدث !! كأنما صور بالكاميرا الخفية!.
• بالطبع ليست هذه أولى إساءات بندكت ؛ فالكل يذكر محاضرته السيئة منذ عامين – أي 2006م- التي وصم فيها الإسلام بالعنف وعدم المنطقية !! ثم طالب المسلمين في اجتماعه مع مجلس وزراء الفاتيكان في مطلع عام 2007م بأن يغيروا في الإسلام كما فعل النصارى بإدخالهم من الفلسفة اليونانية في دينهم!!.

تاريخ بندكت قبل البابوية:

ولد "جوزيف راتزنجر" – اسمه الأصلي- كما هو معلوم في ألمانيا لأبٍ كان يعمل ضابطًا في شرطة "بافاريا" وأمٍّ "ماريا" كانت تعمل نادلة في أحد البارات، وقد عمل أستاذًا للاهوت في عدة جامعات ألمانية كان مشهورًا فيها بآرائه المتشددة، لدرجة أن طلبته أطلقوا عليه لقب "الكاردينال المدرع"، ثم تدرج في السلم الكهنوتي حتى صار مقربًا لبابا روما الراحل، وفي عام 1981م أصبح رئيسًا للجنة "عقيدة الإيمان" – الاسم المعاصر لمحاكم التفتيش سيئة السمعة - وبذلك حاذ على لقب "المفتش الأكبر"(1)، ثم دفع بابا روما الراحل إلى اتخاذ تدابير لسحق حركة "لاهوت التحرير" في أمريكا الجنوبية المتعاطفة مع الفقراء(2).
موقفه من الإسلام:

والحق إن مواقف الرجل السلبية تجاه الإسلام لم تبدأ مع استسلامه لكرسي بابوية روما، فقد كان وراء مواقف سلفه "يوحنا بولس الثاني" السيئة تجاه الإسلام خاصةً تبرئة اليهود من دم المسيح عيسى- حسب زعمهم -.
ثم تعليقاته السيئة : (( تركيا قامت على الإسلام ولا زالت تعتنقه )) – لذا يرفض دخولها الاتحاد الأوربي-... (( أوربا قارة ثقافية وليست جغرافية ))..
(( مع تغافل أوربا عن جذورها المسيحية هناك صحوة للإسلام )) – يـخيف أوربا من الإسلام -.
موقفه تجاه الإسلام ينسحب على كل شيء غير كاثوليكي حتى لو نصراني، فيقول عن سائر فرق النصارى : (( أرى أنها في موقف ضعيف وخطير مقارنةً بالذين تتوافر لديهم كل سبل الخلاص في الكنيسة... كنائسهم ليست كنائس بالمعنى الفعلي )) ؛ بل إنه قسَّم الكاثوليك إلى مؤمنين حقيقيين وكاثوليك يعتنقون بعض عناصر الإيمان.
لماذا الإساءات؟

كما أسلفنا إساءة بندكت هذه ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وقد سبقها وصاحبها إساءات عدة مثل : إعادة نشر رسوم الدانمارك المسيئة، وعرض فيلم "فتنة" لبرلماني هولندي..لماذا هذه الإساءات؟ ولماذا تتزامن؟ أتواصوا بذلك ؟!!.
الإجابة نجدها عند كلٍّ من :
1 - "جايمس بتراس" أستاذ الاجتماع الأمريكي في كتابه القيم "سطوة إسرائيل في الولايات المتحدة " : (( الحط من قدر المقدس هو مقدمة لمحاولات تهدف إلى فرض مجموعة جديدة من المعتقدات التي تؤدي أكثر من غيرها إلى الخضوع والاستغلال ))(3).
أي إن الجهات المعادية في الغرب تريد أن تحاصرنا بالإساءات لمقدساتنا حتى نألف ذلك مما يساعد تلك الجهات – باستخدام عملائهم من بين أظهرنا - أن تحل أفكارًا وثقافةً غربية ؛ كقبول الشذوذ وتقبل الجنس خارج الإطار الشرعي – كما دعا لذلك مفتي القبلات- فتصبح ربع مراهقاتنا مصابات بمرض جنسي معدٍ(4) أو نجد شبكات دعارة من فتيات في عمر 13عامًا(5)!! أو نجد رجلًا صار حاملًا في طفل كما قرأنا عن المجتمع الأمريكي في شهر واحد؟
كما أنه يسهل ضرب ثقافة الجهاد والاستشهاد المتأصلة في الإسلام فيسيطر الغرب علينا بلا أدنى مقاومة.
2 – غراهام إي فوللر(6) في مقاله "عالم بدون إسلام" بمجلة " Foreign Policy " : (( في عالم من دون الإسلام، كان من الأسهل على الإمبريالية الغربية أن تقوم بتقسيم الشرق الأوسط وآسيا وغزوهما والسيطرة عليهما... )).
• الرد على تعميد علام:
الحق أن الرد هنا ينقسم إلى عدة محاور..
أولًا : الزفة الإعلامية المصاحبة:

إذا كان مجدي علام قد تنصر اقتناعًا فلماذا لم يتركه بندكت يفعلها في كنيسة دون ضجيج؟
لماذا بابا روما بنفسه ؟ لقد قال الأسقف "بول هيندر" (أحد من حضروا الحدث) (( إن مسيحيين محليين أخذوه إلى جهة جانبية خلال مراسم قداس الفصح وسألوه لماذا توجب أن تتم العمادة بهذا الشكل غير الاعتيادي؟ )).
لماذا كل هذا إذا لم يكن المقصد هو الاستفزاز وتسجيل النقاط؟
العجيب أن الفاتيكان عقب هذا الاستعراض ( show ) دعا لاستئناف الحوار!!.
ثانيًا: تاريخ مجدي علام:

- كانت والدة علام تعمل في بيوت بعض الإيطاليين في القاهرة الذين اهتموا بولدها مجدي ثم دخل معهدهم المتوسط في روض الفرج، قبل ذلك وفي صيف عام 1967م – كان عمره وقتها 15عامًا!!- تعرف على فتاة يهودية واتهم بالتجسس لصالح إسرائيل(7)، بعد ذلك وفي سن العشرين سافر إلى إيطاليا وبدأ يكتب في صحف إيطالية، وشرع يهاجم الإسلام فترقى إلى أن وصل إلى منصب نائب رئيس تحرير جريدة " كوريري ديلا سيرا" وتزوج بإيطالية وأنجب منها ثلاثة أطفال عُمدوا كاثوليك، بعد ذلك شرع في مديح دولة إسرائيل فأعلن عن اعتزامه تأليف كتاب "تحيا إسرائيل"Viva Israel ( لم يصدر بعد ).
- في عام 2006م تلقى علام من إسرائيل مليون دولارًا(8) – هي قيمة جائزة " دان ديفيد".
- هذا هو مجدي علام الجاسوس الانتهازي الوصولي، نصف المتعلم، حقير الأصل.
ثالثًا : المرتدون من المسلمين في الغرب هم حثالتهم:

كما وجدنا شخصية هذا المتنصر الذي وصفوه بالصحفي الأكثر شهرة!! نكرة، متوسط التعليم، انتهازي وصولي.
كذلك ستجد من سلكوا مسلكه:
* كارلوس منعم رئيس الأرجنتين السابق ( الفاسق ) ترك الإسلام إلى الكاثوليكية ؛ لأن دستور الأرجنتين يحتم أن يكون رئيسها كاثوليكيًّا.
* أيان هرسي عضو البرلمان الهولندي السابقة الملحدة، كانت لاجئة صومالية تفتقد المأوى ولقمة العيش.
* وفاء سلطان التي اشتهرت ببذاءتها تجاه الإسلام، خرجت من بلدها سوريا – كما ذكرت – ولم تجد من يطعمها وبناتها إلا في الغرب.
* نوني درويش صادرت حركة يوليو في مصر ثروة عائلتها، فذهبت إلى الغرب حاقدة على كل ما هو شرقي.
* محمد حجازي، المصري الذي أثار ضجة بإثبات تنصره رسميًّا، كان يبتز من حوله ليدفعوا له إيجار شقته إلى أن وجد جهة تدفع له!!.
- هؤلاء هم المرتدون عن الإسلام من جهلة إلى منتفعين إلى فاسقين [ ولا يفوتنا هنا أن نذكر الـ ( 103) طفلًا تشاديًّا مسلمًا الذين اختطفتهم منظمة "خيرية " - أرش دو زوي- فرنسية لتنصيرهم أو بيعهم رقيقًا(9) مثل أطفال البوسنة والهرسك إبان الحرب].
• بالطبع لا نغفل من تنصر لضيق ذات اليد من مسلمي أفريقيا وآسيا، خاصةً أن بوش الصغير يحارب بقسوة المنظمات الخيرية الإسلامية لتحل محلها المنظمات التبشيرية في القارتين سالفتي الذكر، وما حدث لمؤسسة الحرمين السعودية ببعيد.هذا في نفس الوقت الذي أبرز فيه دور الجمعيات الخيرية الدينية ( المسيحية ) في مكافحة الإيدز ( في أفريقيا )(10) كما ذكر موقع الخارجية الأمريكية على شبكة الإنترنت.
رابعًا : الداخلون في الإسلام في الغرب هم صفوته:

قبل أن نتكلم عن نوعية الداخلين في الإسلام في الغرب نذكر مدى انتشاره الآن :
* أعلنت كوندوليزا رايس – التي لا يمكن أن توصف بالمتعاطفة مع الإسلام – في أواخر 2007م أن الإسلام هو أكثر الأديان انتشارًا في أمريكا، وهو ما أعلنه بيل كلينتون في أواخر عهده.
* عرضت محطة "NBC " ذائعة الصيت عام 2007م فيلمًا وثائقيًّا بعنوان : " عشرون ألف أمريكي يتحولون إلى الإسلام سنويًّا"(11).
* عرض التليفزيون الهولندي في عام 2007م فيلمًا وثائقيًّا بعنوان : " الإسلام أسرع الديان انتشارًا بين شباب الألمان "(12).
* " توقع غالبية مسلمة في روسيا " – عنوان مقال للصحفي الأمريكي " دانيال بايبس " على الإنترنت(13).
* " نمو الإسلام في روسيا " عنوان مقال عام 2005م في " نيويورك تايمز"(14).
* في صيف 2007م عرضت محطة " فوكس " الأمريكية الشهيرة - وهي المعادية للإسلام – فيلمًا وثائقيًّا بعنوان : " شباب أمريكا المسيحيين يتحولون إلى الإسلام "
Youth Christian Americans Turning To ISLAM.

أما عن نوعية الداخلين في الإسلام:

فمنهم " كيث إليسون "عضو الكونجرس الأمريكي، " مراد هوفمان " سفير ألمانيا السابق في المغرب، المبشر الأمريكي السابق " يوسف إستس "، رئيس الجابون " عمر بونجو "، عالم الأجنة الأمريكي : " كيث مور "، الأكاديمي الفرنسي " موريس بوكاي "، الفيلسوف الفرنسي : " روجيه جارودي " , عضو جهاز المخابرات الروسي ( قُتِلَ ) " ألكسندر ليتفيننكو "، قنصل أمريكا الأسبق في الفلبين " محمد وب "، المطرب الإنجليزي الشهير " يوسف إسلام " ( كات ستيفنز )، المطرب مايكل جاكسون وأخوه , لاعب الكرة الفرنسي الشهير "أنيلكا ", لاعب الكرة الفرنسي الأشهر " فرانك ريبرِّي "، مدرب الكرة الفرنسي الشهير " فبليب تراوسي "، الملاكم الأمريكي الشهير " محمد على كلاي "، الكندية الأكاديمية " إنجريد ماتسون "، وغيرهم كثير، لنرجع في ذلك على سبيل المثال إلى موقع موسوعة Wikipediaب(15).
• نلحظ مما ذكرناه آنفًا أن الغرب يرسل للإسلام فضلاءه بينما يستقطب من المسلمين حثالتهم.
خامسًا : المشاكل العديدة لبندكت والكاثوليكية :

يتعجب المرء حين يعلم مدى المشاكل المحاصرة لبندكت ومذهبه.. لماذا يهاجم هذا الرجل الإسلام ولا يتفرغ لحل مشاكله ؟ والتي منها :
1 – انتشار الإسلام بين الكاثوليك والمسيحيين عامة، خاصةً في أوربا لدرجة أن :
* ثلث سكان " بروكسل " حاليًا مسلمون ويتوقع أن يصبحوا أغلبية خلال عشرين عامًا..
* ربع سكان موسكو حاليًا مسلمون ويتوقع أن يصبح المسلمون أغلبية في روسيا عام 2050م..
* خلال ثلاثون عامًا سيصبح أغلب سكان هولندا وفرنسا مسلمين..
* 4000 ألماني يسلمون سنويًا...
* انتشار الإسلام بين الهنود الحمر في المكسيك..
* أحرق كاهن ألماني نفسه منذ عامين احتجاجًا على انتشار الإسلام في أوربا وعدم تحرك الكنيسة تجاه ذلك..
وقد صاحب ذلك قلة خصوبة رهيبة للكاثوليك خاصةً في أسبانيا وإيطاليا.
2 – ضربات رجال الدين المجددين مثل " ندوة يسوع " Jesus Seminar التي ترى أن 80% من الأناجيل غير صحيح.. ومثل وثيقة أساقفة إنجلترا الكاثوليك المقرة بالتحريف في الكتاب المقدس عام 2005م(16).
3 – ضربات الليبراليين الغربيين، لعل أقواها صدور رواية وفيلم " شفرة دافنشي ".. ومثل اكتشاف ونشر إنجيل يهوذا الذي يهدم فكرة صلب المسيح وعقيدة المخلص.. وأخيرًا الفيلم الأمريكي الـمُعادي للكنيسة لكاتب إنجليزي ملحد (بولمان) بعنوان " Golden Compass".
4 – الفضائح الجنسية لكهنته، وقد رأى بندكت في ذلك مؤامرة مدبرة، مثل أسقف ولاية " ماساتشوستس " الأمريكية الشاذ جنسيًّا، والكاهن الأسترالي الذي مارس الجنس مع ابنتيه عشر سنين، ومثل رئيس إحدى اللجان في الفاتيكان(المونسنيور "ستينيكو") الذي عرض له التلفزيون الإيطالي شريطًا صُوِّر خفية يبين كيف يغوي شابًا ويقول له : (( ممارسة الجنس المثلي ليست خطيئة يا ولدي! ))، ثم يهدد بعد ذلك بفضح " حلقة الشواذ في الفاتيكان"!!(17) بل إن محطة الـ BBC الشهيرة قد أنتجت فيلمًا وثائقيًا بعنوان : " جرائم الجنس في الفاتيكان "!! فى سبتمبر 2006(18).ومن ينس أن الكنيسة الكاثوليكية في أمريكا قد أُجْبرت على دفع عشرات الملايين من الدولارات نتيجة حكم قضائي لتعويض الأطفال الذين مارس الكهان الجنس معهم ؟!
العجيب أن بندكت لم يهمل هذه الكارثة فحسب بل إنه تعمد إخفاء تلك الحقائق حين عرضت عليه حتى من قبل أن يصبح بابا لروما (حسب ما ذكرت جريدة "بانوراما" الإيطالية فى عدد 1 / 6 /2007م).
5 – إلحاد العديد من مشاهير القساوسة والرهبان ؛ لعل من أشهرهم على الإطلاق قنبلة إلحاد الأم " تريزا " ذائعة الصيت قبل وفاتها.. وقد أورد موقع جريدة التايمز http://www.timesonline.co.uk/ هذا الخبر في 24 / 8 / 2007 ، ومنهم عالم اللاهوت الأمريكي الشهير " بارت إرمان " في كتابه " العقائد المسيحية المفقودة" "lost Christianities ".
6 – ابتزاز اليهود، لعل من الواضح أن هذا الرجل واقع تحت ضغط ابتزاز يهودي، فقد كان وراء قرار سلفه ( يوحنا بولس ) بتبرئة اليهود من دم المسيح – حسب زعمهم – ودشَّن من قبله علاقة الفاتيكان بإسرائيل، ثم غيَّر صلاة مسيحية تتلى منذ أمد بعيد لأنها تدعو اليهود إلى " الهداية " إلى المسيحية!! – حسب ما أوردته جريدة نيـويورك تايمز في عددها الصادر في 19 / 1/ 2008م(19).
بل إن القضية التي نحن بصددها في مقالنا ( تنصير علام ) من صميم إرضائه لليهود لأن علامًا عميل وجاسوس قديم لإسرائيل منذ عام 1967م.
• فهل سر الابتزاز هو تهديد اليهود بإخراج مخطوطات ( من بقايا مخطوطات البحر الميت ) فيها ما يقطع ببطلان المسيحية، كما قالت بذلك من قبل د. زينب عبد العزيز أستاذ الحضارة؟!!.
* هكذا لم يسجل بندكت نقاطًا على الإسلام بتعميده هذا ( العلام ) , ليس ذلك نصرًا على الإطلاق، فقد أثبت بذلك إفلاسًا خطيرًا.
إن كان هذا هو آخر ما في جعبته من سهام... فقد تمخض الجبل - وليس بندكت بجبل - فولد فأرًا.
يمكن التواصل مع المؤلف:
الإيميل : tolba_hesham@yahoo.com
الهوامش:

(1) مجلة "النيوزويك" الأمريكية ص 24 ، عدد 3 / 5 / 2005م.
(2) المصدر السابق.
(3) سطوة إسرائيل في الولايات المتحدة ص299.
(4) http://www.americainarabic.com/ "تنامي ظاهرة دعارة المراهقات في أمريكا" ، ودراسة: "واحدة من كل أربع مراهقات أمريكيات مصابة بمرض جنسي".
(5) المصدر السابق.
(6) غراهام إي فوللر ، سابقًا نائب الرئيس المسؤول عن التخطيط الإستراتيجي الطويل الأمد في مجلس الاستخبارات الوطني بوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وهو حاليًا أستاذ مساعد في التاريخ في جامعة سايمون فريجر في فانكوفر.
,"A conversion in Italy: Magdi Cristiano Allam"WWW.telospress.com (7)
WWW.CNN.com, Europe, "prominent Muslim becomes Catholic on Easter". (8)
WWW.Arabic.CNN.com (9)
Usinfo. State. gov. WWW (10)
NBC News : 20000 Americans Convert To ISLAM Each Year – (11)
WWW.Youtube.com.
Holland TV:ISLAM fastest growing Faith among Youth Germans– (12)
WWW.Youtube.com.
(13) predicting on majority of islam in Russia . www.danielpipes.org
(14) www.nytimes.com
(15) lists of converts to islam
(16) www.islamonline.co.uk...catholic church no more swears by truth of the bible .
WWW.CNN.com / Europe . (17)
WWW. bbc.co.uk / Sex Crimes and the Vatican. (18)
.Nytimes.com….vatican city : prayer on jews may change . WWW (19)



الثلاثاء، 6 مايو 2008

معلمة القرآن

هل تعلمت قراءة القرآن الكريم كما أُنزل على رسول الله؟
هل تعلم أن هذا فرض عين أى يجب أن تقوم به بنفسك و انه لا يمكن أن يؤديه عنك أحد؟
هل تعرف معنى تجويد القرآن؟
هل تعرف معنى القلقلة و الإقلاب و الغنة و الإخفاء و الإظهار؟
هل سبق لك أن التحقت بإحدى دور القرآن المنتشرة فى كل مكان فى مصر؟

كنت كغيرى من الناس أقرأ القرآن الكريم كما أقرأ أى كتاب أخر دون معرفة أن هناك اختلافات و أن للقراءة الصحيحة قواعد يجب الالتزام بها ولم أعرف هذا للأسف الا بعد ان تجاوزت الثلاثين من عمرى ..كنت حاصلة على الدكتوراة و لكنى لا أجيد قراءة القرآن و ما إن عرفت أنه فرض حتى التحقت بدار الحصرى للقرآن الكريم و المنتشرة فروعها فى كل مصر، رحم الله الشيخ و جزاه خيرا عن كل مسلم يتعلم فى هذه الدار.
كانت معلمتى الأولى طبيبة لم يمنعها انشغالها بزوجها و أولادها إضافة إلى العمل فى المستشفى من تعلم القرآن الكريم قراءة و حفظا ثم تعليمه للآخرين. فى الدار سترى أن مصر فيها الخير الكثير و سترى شبابا و فتيات من خيرة أبناء مصر فيتجدد فيك الأمل أنه لا بد أن ننهض يوما ما و أن هذه الأمة كما يقول العلماء تمرض و لكنها لا تموت.
بعد أشهر قليلة من التحاقي بالدار انتقلت بفضل الله إلى المدينة المنورة...ما أن تدخل المدينة المنورة و تزور المسجد النبوى ، لؤلؤة المدينة ،حتى تتمنى ألا تغادرها أبدا، تدخله فتشعر انك قد انتقلت إلى الجنة يكفيك أن تصلى به ثم تجلس إلى أحد أعمدته فتشعر بنعمة الله عليك و تشعر بتفاهة الدنيا ووضاعتها و انك فيها مجرد عابر سبيل.
لا عجب أن فى كل حى من أحياء المدينة مدرسة لتحفيظ القرآن و مع ذلك فحلقات التحفيظ فى الحرم النبوى لها ما يميزها فأنت تتعلم فى الحرم النبوى حيث علم رسول الله صلى الله عليه و سلم الصحابة و لطالب العلم فى الحرم النبوى أجر المجاهد فى سبيل الله إذا أخلص النية.
التحقت بإحدى حلقات التحفيظ بفضل الله و فى اليوم الأول و بعد صلاة المغرب جاءت المعلمة فى عباءتها السوداء ووجها المنير، جلست مستندة إلى إحدى أعمدة الحرم و تحلقنا حولها على الأرض و بعد حمد الله و الصلاة و السلام على رسوله الكريم بدأت فى سرد الأسماء لتتعرف على الطالبات، سبحان الله فينا المصريات و هن أغلبية و السعوديات و هن قلة حيث يلتحق أغلبهن بمدارس التحفيظ و هناك الجزائرية و اليمنية و السورية والفلسطينية لكن فى الحلقة تنسى كل واحدة من أين جاءت و نتذكر فقط السبب الذى جئنا من أجله.
المعلمة صغيرة السن ... لها هيبة الشيوخ بمجرد أن بدأت فى الكلام عرفنا كم هى حازمة وأنصتنا لما تقول.... بعض الطالبات فى سن والدتها و بعضهن حاصلات على الدكتوراه بينما المعلمة ما تزال طالبة فى الجامعة و لكنها من حملة القرآن الكريم الذى يرفع أقواما فاستحقت منا كل الإحترام...قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: خيركم من تعلم القرآن و علمه
سألتنا عن معنى التجويد و حكم تعلمه؟؟
جميعنا طالبات مبتدئات و لا تريد واحدة منا أن تخطيء فسكتنا جميعا فبدأت المعلمة فى الكلام

التجويد هو احد العلوم الشرعية التى تختص بدراسة كلمات القرآن الكريم نتعلم من خلاله كيف نخرج كل حرف من مخرجه الصحيح و نعطيه حقه من الصفات

سأعطيكم مثال:
نحن كمصريين لا نعطش الجيم و هذا خطأ و عندما نعطشها لا يكون صوتها صحيحا لاننا لم نتعود على اخراجها من الفم من المكان المخصص لها و يحتاج الامر الى تدريب
تعلم التجويد لا يكون الا بالتلقين اى على يد معلم لانه قادر على اكتشاف الاخطاء و اصلاحها

وحكمه: العمل بالتجويد اى تطبيق قواعده حتى و ان كان الشخص لا يعرفها نظريا هو فرض عين على كل مسلم و مسلمة لقوله تعالى (ورتل القرآن ترتيلا) و الترتيل عرفه على بن ابى طالب رضى الله عنه بأنه: تجويد الحروف و معرفة الوقوف. أى تحسين النطق بالحروف حتى تخرج كما نطقها الرسول صلى الله عليه و سلم و معرفة أين يمكن أن تقف لأنه احيانا إذا توقفت عند كلمة معينة من الآية يعطى معنى خاطئ و يكون فى هذه الحالة وقفا مكروها.

مثال:
(إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) الآية 36 من سورة الانعام
إذا وقفت على كلمة الموتى لا يجوز لأنها تعطى معنى أن الموتى يسمعون و هذا خطأ.

فى حلقات القرآن - أينما كانت- تتعلم معنى الحب فى الله، الجميع يحبك دون أن تجمعك بهم أيه مصلحة و إذا غبت سألوا عنك وإذا مرضت دعوا لك بظهر الغيب و إذا شعرت بالإحباط ووجدت صعوبة فى التعلم وجدت عندهم التشجيع ، فى الحلقة تتعلم معنى الالتزام و الحرص على كتاب الله و تجد دائما من يذكرك بالنوافل و يحثك على الطاعات.
إذا كنت لم تجرب فقد آن الأوان و لا تقل تقدم بى العمر...ليتنى كنت صغيرا ! أنا معك أن الصغار يتعلمون أسرع وإذا استمعت إليهم فى حلقاتهم لرأيتهم أفضل من الكبار و لكن لا تنسى أن تعلم قراءة القرآن فرض و متى علمت فسيكون ذلك حجة عليك فعلى الأقل حاول و من أخطأ فله أجران.
إخوتى فى الله ، إنما الأعمال بالنيات و إذا أخلصت النية فستصبح الأمور يسيرة.
اسأل الله أن ينفعنا جميعا بتعلم كتابه الكريم و أن يجعل لنا بكل حرف حسنة و أن يجعله ربيع قلوبنا و جلاء همومنا إنه ولى ذلك و القادر عليه وأخر دعوانا أن الحمد لله و سلام على عباده الذين اصطفى