الخميس، 19 فبراير 2009

هل تكرهه؟؟؟؟


هل تنظر اليه نظرة متعالية وشعرت انك أفضل منه؟؟؟
هل تكره وجودك معه وتعامله من بعيد وكأنه يحمل مرضا معديا سينتقل إليك ؟؟؟
هل تنصب نفسك قاضيا فى محكمة وتحكم عليه بأنه لا ينبغى أن يعيش بيننا ويتنفس نفس الهواء الذى نتنفسه؟؟
هل تظن أنك معافى وأنك يوميا لن تبتلى؟؟
هل ترفض أن تمد له يدك إذا طلب المساعدة وتقول له ليس لك من توبه؟؟
هل أنت ذلك الراهب الذى ظن أنه أعلم أهل الأرض فقال لمن قتل تسعا وتسعين نفسا لا أعلم لك توبه؟؟؟
وهل تعرف ماذا كان مصير ذلك الراهب وما مصير القاتل؟؟
هل تعرف أنك بشر مثله يمكن أن تخطأ؟؟؟
هل علمت الغيب فعرفت أنه سيموت على معصية وستموت أنت على طاعة؟؟
هل كنت معه وهو يعصى الله فنظرت إلى قلبه وعرفت ما بداخله؟؟
هل تأكدت أنه يعصى الله تجرأ عليه واستهانه بمقامه وليس لهوى أو شيطان غلبه؟؟
هل تستطيع أن تؤكد أنه لا يحب الله ورسوله؟؟
ألم تسمع رسولك الكريم وهو يقول عن شارب الخمر الذى طبق عليه الحد مرات ومرات "لا تلعنوه انه رجل يحب الله ورسوله" ؟
هل كنت مكانه وتعرضت لما تعرض له من عوامل أضعفته ووجدت نفسك بطلا لا يمكن أن يخطأ؟؟
هل كنت معه وهو يسجد لله بعد كل معصية ويطلب من ربه أن يخلصه مما هو فيه؟؟؟
هل سمعته وهو يناجى ربه ويقول له ربى خلصنى مما أنا فيه فأنا ضعيف وليس لى سواك ملجأ؟؟؟
هل كنت معه وهو يتجرع ذل المعصية ويرجو من الله أن يعيده إلى عز الطاعة؟؟
هل كنت معه حين أصابه اليأس من كل شىء وضاقت عليه نفسه فحاول أن ينهى حياته؟؟
هل شعرت كما شعر أن الحياة لا قيمة لها ولا معنى فأخذ يصرخ كالغريق لعل يدا تمتد إليه فلم يجد ؟؟؟
هل حكمت أن توبته لم تكن مخلصه لأنه قد عاد للمعصية؟؟؟
هل لعنته ألف مرة ؟؟؟ وهل عرفت معنى اللعنه ؟؟ انها الطرد من رحمة الله؟؟؟
ومن أنت حتى تطرده من رحمة الله التى وسعت كل شىء؟؟؟
وهل أنت تضمن أن مقلب القلوب سيدع قلبك على ما هو عليه فيظل طائعا؟؟؟
ألم تعلم أن عابد بنى اسرائيل ظل يعبد الله أربعين سنة وعندما أقدم على المعصية قبضه الله على ذلك؟؟
هل أسر لك يوما بسره فبدلا من أن تحمل أمانه المساعده فضحته على رؤوس الأشهاد؟؟
هل لجأ إليك لتعينه على نفسه فابتعدت عنه خوفا أن يقول الناس أنك تصاحب عاصيا؟؟
ألم تحاول أن تسمعه وتدخل إلى أعماقه ؟؟
ألا تعلم أنك لو فعلت لوجدت بداخله خيرا كثيرا؟؟ وربما أكثر مما تجده فى نفسك؟؟
هل حاولت مرة أن تداويه بالحب؟؟
ألم تسمع رسول الله وهو ينصح معاذ بن جبل فبدأ بقوله يا معاذ والله انى أحبك؟؟
هل أخذت بيده لتقول له يا أخى والله انى أحبك فلماذا لا تجعلنى أساعدك؟؟
هل حاولت أن تحتويه وتضمه إليك لتحميه من نفسه ومن صحبه السوء؟؟
هل عرفت معنى اسم الله الرحيم فعبدته بتطبيق معناه فكنت رحميا بعباده؟؟
ألم تعلم أن الله يرحم من عباده الرحماء؟؟
ألم تحاول أن تسامحه وتعذره وتمهله دون أن تيأس أو تمل من أنه يوما سيعود؟؟
هل قلت له أن الله يحبه وأن باب التوبة مفتوحا على مصراعيه ليل نهار؟؟
هل قلت له أن الله يقول يا ابن آدم أنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى ...؟؟
هل قلت له أنك تثق به وبقدرته على مواجهه الصعوبات التى ستقابله فى طريقه الجديد؟؟
وهل قلت له أنا هنا أنتظرك ولن أتركك أبدا لأنى أعلم أنك ستعود؟؟
وهل دعوت له مخلصا صادقا من قلبك أن يتوب الله عليه وأن يمده بالقوة وأن يسخر له قلوب البشر؟؟
هل تصدقت عليه بابتسامة أو كلمة طيبة ؟؟
وهل تعلم أن الكلمة الطيبة لها مفعول السحر وأنها الدواء الذى يشفى القلوب التى حرمت من الحب؟؟
هل دعوت الله أن يثبته على طاعته وأن يعفو عنه ويذيل من نفسه مرارة الذنوب الماضية؟؟
هل فعلت شيئا من ذلك أم قلت كما قالوا من قبل عن عمر بن الخطاب والله لو أسلم حمار الخطاب ما أسلم عمر؟؟
هل رأيت بعد ذلك كيف أعز الله الإسلام بعمر؟؟
من أدراك أن ذلك العاصى لن تتحول حياته فيكون سببا فى عزة الإسلام؟؟

هل نظرت إلى داخل نفسك وأجبت عن أسئلتى بصدق؟؟
وماذا كانت الإجابات؟؟
يا أخى اكره المعصية ولا تكره العاصى
فانك إن كرهته فأنت لم تعرف معنى الإسلام الحقيقى ولم تدرك كيف كان خلق رسول الله
ولا تتعجب بعد ذلك إذا عافاه الله وابتلاك فسبحان مقلب القلوب الذى وسعت رحمته كل شىء
فيا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك وارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا اليك