الأربعاء، 30 يوليو 2008

قلوبهم قلوب الأعاجم

الإبحار فى عالم التدوين يعرفك بنماذج من العقول لم تكن تتخيل وجودها بيننا ...ألسنتهم ألسنة العرب وقلوبهم قلوب الأعاجم ... شباب فى العشرينات أو أقل يتبنون أفكارا من شدة غرابتها قد لا تتخيل أنهم يعيشون بيننا بل وفى شهادة ميلادهم مكتوب مسلم أو مسلمة

هذا ملحد لا يعرف للكون ربا ويرى الدين أفيون الشعوب ودلالة على عجز الإنسان عن إيجاد حل لمشكلاته و هو يتحدث بفخر عن أفكاره ويسخر من كل دين ومن كل نبى

وهذا علمانى متعصب يرى فى العلمانية الحل ويتعجب من تمسكنا بالشريعة الإسلامية التى أصبحت لا تناسب العصر كما يدعى

وهذا قد نذر حياته لمحاربة الإخوان المسلمين دون أن يحاول أن يعرف ما هو فكرهم ولماذا يتمسكون به ( أنا لست من الإخوان ولكنى لست ضدهم أيضا) وهذا يحارب السلفيين أو الأصوليين

وهذه أخت قد جعلت من مدونتها ساحة لمحاربة النقاب واللحية واجتهدت فى وصف المنقبات بأفظع الصفات و إذا حاولت أن تقنعها بأن تتركهم وشأنهم هاجمتهم أكثر واشتطت فى الهجوم حتى لا تجد حلا سوى أن تتركها لعل الله يهديها فهو مقلب القلوب

أما هذا المدون فهو شاذ يفتخر بشذوذه ويجد له المبررات ...لقد خلقنى الله هكذا فلماذا أغير من نفسى ثم هو يهب حياته للدفاع عما يسميه حقوق المثليين فهو يرفض أن يطلق عليه أحدا "شاذ"

هذه بعض النماذج التى تواجهك فى عالم التدوين و عندها تثور فى عقلك أسئلة لا نهاية لها
من المسئول عما وصل إليه هؤلاء الشباب؟؟؟؟؟

هل هى الأسرة التى اختزلت التربية فى توفير الطعام والشراب والمدارس الأجنبية ولم تهتم بغرس جذور الدين فيهم ثم تركتهم فى بحر الحياة بغير دليل؟؟

هل هو التعليم الذى لم يعد يرى الدين مادة أساسية وإنما مجرد حصة نعلم فيها التلاميذ ما يوافق عليه السياسيون؟؟؟

هل هو الإعلام المفتوح الذى يعرض مختلف التيارات ويزين الباطل ويدعو للتحرر من القيود ويروج للدين على انه إحدى أسباب ما وصلنا إليه من تخلف ويهاجم كل ما هو اسلامى؟؟

هل هم الدعاة الذين لا يستطيعون استيعاب هؤلاء الشباب وينظرون إليهم على انه مارقون فاسدون لا أمل فيهم ولا يجوز تضييع أوقاتنا عليهم؟؟؟
هل هو انقسام العلماء وانتشار برامج الفتاوى التى تشتت عقول الشباب وتجعلهم أبعد ما يكونون عن أصول الدين و يتشتتون بين أراء مختلفه فى أمور ليست هى جوهر الدين؟؟

هل إهمالنا لتدريس العقيدة والتوحيد جعلت الشباب لا يعرفون معنى الإسلام الحقيقى ...ما هو معنى الشهادة وما هو الشرك وكيف النجاة منه وغيرها من الأمور التى لا يستقيم الدين إلا بها؟؟؟
هل السبب هو عجزنا عن توصيل معنى "يحبهم ويحبونه" ؟؟

هل افتقادنا للطريق الموصل لعقول هؤلاء الشباب ؟؟ هل هى الغلظة والقسوة وافتقادنا لأدبيات الحوار فى الإسلام هى ما يجعلهم ينفرون من علماء الدين الذين يصفونهم بالمنحلين؟؟

تعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الشاب الذى قال له :أتأذن لى فى الزنا خير دليل على اننا لم نصل بعد لرفق رسول الله ورحمته ولذلك فقد ابتعدوا عنا

والآن سؤالى لكم
هل كل مسلم فى مجتمع التدوين عليه واجب نحو هؤلاء الشباب؟؟
أم نتركهم مكتفيين بالدعاء لهم بالهداية فى أفضل الأحوال وربما احتقارهم والسخرية منهم فى أحوال أخرى؟؟؟
هل علينا أن نحاول انتشالهم من الهاوية التى يسقطون فيها بلا وعى أم يقول كل منا نفسى ..نفسى؟؟

الاثنين، 7 يوليو 2008

الابتلاء سنّة ماضية

كثيرا ما أدخل المدونات هذه الأيام فأجد الكثير من الهموم فأردت ان اشاركم ببعض ما جاء فى الابتلاء راجية الله ان يكون فيه من السلوى والتصبر ما يعين كل مهموم ومكروب

إن المرض وسائر المكاره بل والمحّاب والمسّار سنّة ربانية اقتضتها حكمة الله سبحانه، للابتلاء والامتحان فالعبد مبتلى فى كل شيء، فيما يسرّه و يحبّه، و فيما يسوءه ويكرهه.

{وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }- الأنبياء35
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت

و يبتلى الله بعض القوم بالنعم


{وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }-البقرة216


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوم ابتلاهم فمن رضي له الرضى ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي

و سأله سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: أي الناس أشد بلاء؟ قال صلى الله عليه وسلم: أشد الناس بلاء الإنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه وما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشى على الأرض ما عليه من خطيئة. رواه الترمذي

قال بعض السلف : أرض عن الله فى كل ما يفعله بك، فإنه ما منعك إلا ليعطيك، ولا ابتلاك إلا ليعافيك، ولا أمرضك إلا ليشفيك، ولا أماتك إلا ليحييك، فإياك أن تفارق الرضا عنه طرفة عين، فتسقط من عينه

قال الشاعر:
تجرى الأمور على حكم القضاء
وفى طىّ الحوادث محبوب و مكروه
وربما سرّنى ما كنت أحذره
و ربما ساءنى ما بتّ أرجوه

ولكن أبشروا
لابد للعسر من يسر
هذه سنة الله في خلقه.ما جعل عسرا الا جعل بعده يسرا.

قال وهب بن منبه: لا يكون الرجل فقيها كامل الفقه حتى يعد البلاء نعمة ويعد الرخاء مصيبة وذلك أن صاحب البلاء ينتظر الرخاء وصاحب الرخاء ينتظر البلاء.

قال تعالي ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ﴾ الشرح
اللهم فرج هم المهمومين وكرب المكروبين واجعل لهم بعد العسر يسرا
انك ولى ذلك والقادر عليه
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وسلام على عباده الذين اصطفى
---------------------------------------------------------
من كتاب الابتلاء بالمرض للشيخ القاسم امام المسجد النبوى الشريف